فالمجتمع الأندونيسي يتكون من الطبقة الحاكمة وتشمل السلطان وأتباعه, والطبقة العليا وتشمل العلماء ورجال الدين والتجار والصناع, ثم طبقة الفلاحين والرعاة والحمالين والسقائين والرقيق, والطوائف الأخرى كالنصارى واليهود والصابئة.
وقد ظهر أثر الإس&a<>mp;#1604;ام على هذا المجتمع الأندونيسي متمثلاً في توحيد الأجناس المختلفة ومزجها معاً في بوتقة واحدة هي بوتقة الإسلام, دون أن يفرّق بين رجل وامرأة, فكما اهتم بالرجل اهتم بالمرأة فكرّمها وضمن لها حريتها وحقها في ممارسة حقوقها المدنية والعمل في التجارة والصناعة.
نادى الإسلام بالمساواة بين البشر, ونادى بحرية الرأي, وانتقال كثير من العادات والتقاليد الكريمة, كالأخلاق والتسامح والفروسية والشجاعة والمروءة, وكان لكل هذه المظاهر الإسلامية وغيرها صدى واضح في أندونيسيا.
استطاع المسلمون الذين دخلوا أندونيسيا سواء في عمل التجارة أو الرحلات أن يعاملوا أهل البلاد معاملة حسنة تعرض الإسلام في أحسن صورة للتعرف على الخُلق الإسلامي مما جعل الشعب الأندونيسي يتمسك بالتقاليد الإسلامية الشرقية الصالحة, والتعاليم الدينية الإسلامية القويمة حتى أصبحت هذه التقاليد من أبرز خصائص المجتمع الأندونيسي, فالروابط الأسرية الأندونيسية وثيقة العرى, بتعاون أفراد الأسرة الواحدة على مواجهة أعباء الحياة, ويساعد قويّهم ضعيفهم وغنيهم فقيرهم كل في حدود طاقته وإمكانياته, وبدافع عميق من الودّ الخالص والولاء الأكيد للأسرة التي ينتمون إليها, بل إن هذه الروح تتعدى عادة نطاق الأسرة إلى مجال القرية الواحدة, فترى أهلها يتعاونون في السراء والضراء على السواء تحدوهم الرغبة في خدمة الصالح العام, سواء في الزواج أو الوفاة أو الأعياد أو حرث الأرض وريّها وزرع المحاصيل وحصاد الزرع وبناء المساكن ومختلف المناسبات الاجتماعية.
بجانب هذا نرى الشعب الأندونيسي يتمسك بالأدب الجم وحُسن الخُلق والمحافظة على النظافة إنطلاقاً من تمسكهم بتعاليم الإسلام, فالإسلام يعني بتقويم المعاملة وتنظيم المجتمع والنظافة والطهارة, وفيه بيان أن للفقير حقاً في مال الغني حتى لا تعيش طبقة دون طبقة, فقد أدرك الكثير من الأندونيسيين أن هذا الدين يعطيهم حقهم ويكفل لهم حريتهم وأن الغنيّ يؤثر الفير عندما يقدّم له زكاة ماله مما أسعد كثير من الناس.
ومما يدل على أن الإسلام كفل حرية البشر ودعا لتحرير العبيد, أن التجار المسلمين كانوا يشترون العبيد الأندونيسيين ويعتقونهم ليرفعوا من قيمتهم الشخصية, وليبيِّنوا لهم أن الإسلام ينادى بحرية الإنسان وحفظ كرامته, وقد تأثر الأندونيسيون بوضوح العقيدة الإسلامية ويُسرها وبما فيها من المساواة بين المؤمنين على خلاف ما كانوا يعرفونه من فروق فى تلك الديانات الأخرى التى كانت تسود أندونيسيا, وقد أقبل المسلمون على المؤاخاة بين أهل البلاد بعيداً عن الغايات والأطماع التى كانوا يعرفونها من الغرباء وغيرهم, وحتى وجد الأندونيسيون فى ذلك تقبلاً للانتساب إلى الإسلام وفخراً لهم.
ويتضح أثر الإسلام على الحياة الاجتماعية للأندونيسيين من خلال ممارساتهم أعمال وعادات وتقاليد إسلامية مثل قضاء ليالى رمضان فى تلاوة القرآن الكريم, والاستماع إلى الحكم والمواعظ, والاحتفال بالمناسبات والأعياد الدينية كعيد الفطر, فقد اعتنى الأندونيسيون بإحياء عيد الفطر عناية كبيرة, وتدب الحركة الرائبة فى كل بيت قبل حلول العيد بأيام استعداداً للعيد على مستوى جميع أفراد الأسرة, ويحرص الأندونيسيون رجالاً ونساء على أداء صلاة عيد الفطر فى المساجد جماعة وللنساء أماكن خاصة بهنّ, ويتبادلون الزيارات بعد الصلاة, ويغمر البشر والسعادة أرجاء البلاد, والكل يغدو ويروح فى مرح وحبور, ولاينسى الأغنياء من الأندونيسيين الفقراء منهم, وأبناء السبيل, انطلاقاً من تعاليم الإسلام الحنيفة, ولاينسون إخراج الزكاة ومديد العون إلى المحتاجين, وتوزيع المال على الفقراء حيث يفرح الجميع ويلبسون الملابس الجديدة ويبكرون بالذهاب إلى المساجد فى مثل هذا اليوم لصلاة العيد, وبعدها ينطلقون إلى موائد الطعام والشراب بعد الصلاة ويقضون اليوم في زيارة بعضهم البعض.
وكذلك عيد الأضحى يحتفل الأندونيسيون به بمروح عامرة بالبهجة والسرور وبمظاهر البشر والحفاوة التى يستقبلون بها عيد الفطر وهم يذبحون الأضاحى من الأغنام والمعاز والبقر والجاموس, والعادة عندهم أن يشترك كل سبع عائلات فى الأضحية عملاً بمذهب الإمام الشافعى وهو المذهب السائد عندهم فى كافة أرجاء البلاد.
وكذلك الاحتفال بالمولد النبوى كأنه عيد عندهم, فيستمر الاحتفال به طوال شهر ربيع الأول حيث تعمرّ المساجد بحلقات الوعظ والارشاد ويدعون له الخطباء والعلماء وتقام الموائد فى كثير من الأحيان, مما يدل على صدى حضارة الإسلام فى تأثيرها على الشعب الأندونيسى.
أما الزكاة عندهم فكان لديهم إدارة لجمعها وخاصة زكاة الفطر التى تتسم بالعمل المنظم, وقد تجمع نقداً, فيتقدّر قيمة ما يجب على المسلم إخراجه من الأرز ويضربونه فى عدد أفراد الأسرة فيمر جابى الزكاة على البيوت الإسلامية قبل عيد الفطر بأيام يجمع هذه الزكاة, ومما يجمع من هذه الزكاة ينفق على المساجد والمدارس الدينية وفي مساعدة الفقراء. أما زكاة المال والزروع وغير ذلك فكانوا يخرجونها من نفس المحصول والغلال, وتوجد جباة لها فى بعض الممالك الإندونيسية من قبل الدولة, وليس هناك إجبار للأهالى على أداء الزكاة, ومن الناس من يؤديها للعلماء الأجلاء وغيرهم ويقومون بتصريفها فى مصارفها المعروفة.
أما الصيام فأغلبهم يصوم شهر رمضان ويحْتفلون فيه بالعشر الأواخر باعتبارها أهم أيام السنة وفيها ليلة القدر خير من ألف شهر, فهم يحرصون عليه كفرض وركن من أركان الإسلام, ويحرصون أيضا على إقامة ليالى شهر رمضان بتوجههم إلى المساجد بعد الإفطار حتى يؤدون صلاة العشاء وصلاة القيام.
أما الحج فإنهم يقومون بأداء فريضة الحج وكثير من هؤلاء الحجاج يتخلفون فى مكة عدة سنوات لتلقى العلم, فأعظم هدف عندهم هو الحج إلى بيت الله الحرام, حيث يدخر الفرد من قوته ويبيع أعز أملاكه ليؤدى هذه الفريضة.
أما المسجد فكان له صدى كبير وعظيم فى حياة الناس مثل المساجد الجامعة فى حواضر “جاوة” و”آتشه” ووسط “سومطرة” ومثل المساجد الصغيرة فى “جاوة” ووسط “سومطرة” و”آتشه” وغيرها, فكانت منتشرة بكثرة, وكما تؤدى فيها الصلاة كذلك يؤمها الناس فى العيدين ويجعله الناس أيضا مكانا لعقد مجالس القضاء فى جميع الخصومات التى يحكم فيها بمقتضى الشريعة وتشمل مسائل النكاح والأسرة والتوريث.
أما الزواج عند الأندونيسيين فإنه يتم عن طريق الاتفاق بين الآباء والأخوال وحدهم, وليس عندهم مغالاة فى المهور, وقد تكون نقدية أو عينية وكانوا يفضلون عقد القران فى شهر ذى الحجة تيمنا بهذا الشهر المبارك, وليس الزوج وحده الذى يتحمل نفقات الزواج بل يقاسم فى ذلك جميع أفراد الأسرة.
فعن طريق الزواج تكونت أسر إسلامية نتيجة زواج المسلمين العرب من أندونيسيات, وبمرور الزمن كثرت الأسر الإسلامية وانتشرت وأصبحت منارات هدى تنشر الإسلام في ربوع أندونيسيا, ولما كان الزواج قائم على الرضا والقبول, فالزوج يقوم عقد العرس مباشرة بما يضمن لزوجه الطلاق بالتعليق- أي الطلاق المعلق كأن يقول الزوج لزوجته: إن أنت ذهبت إلى كذا فأنت طالق- إذا أحل بما يجب على الزوج الصالح, حيث أخذ مسلمو أندونيسيا بالطلاق المعلق إصلاحاً لحال المرأة التى جعلت الشريعة الإسلامية جلّ أمرها فى يد زوجها, فالطلاق ميسور والزواج ميسور, ولذلك فإن المشكلات الناتجة عن الزواج والطلاق قليلة وغير معقدة, فالطلاق لايلجأ إليه الرجل الأندونيسى إلا فى الحالات الخطيرة, لأنه لاينظر إلى علاقة الزواج على أنها علاقة بينه وبين زوجته فحسب, ولكنها علاقة تربط الأسر بعضها ببعض, وهو أشرف ما يكون حرصا على سلامة تلك العلاقة الأخيرة. ولأن هذا الزواج يجرى بينهما وفقا للشرع المحمدى.
فالمرأة الإندونيسية لها كافة الحقوق المدنية التى يتمتع بها الرجل من تعليم وغيره, وعامة فإنها تشارك الرجل فى كافة ميادين الحياة.
والرجل يحترم المرأة وقد يبدوفى بعض الأحيان على جانب المبالغة, وتحترم المرأة فى العمل كما يحترم الرجل, وهى تشارك زوجها فى أعماله فتقف بجانبه في الحقول والمراعى, والأسواق, فهى تشارك فى جميع نواحى الحياة حتى الحياة السياسية.
أما العادات والتقاليد التى التزمو&am
Terpopuler
1
LAZISNU Gelar Lomba dengan Total Hadiah Rp69 Juta, Ini Link Pendaftarannya
2
Cara Wudhu di Toilet agar Tidak Makruh
3
Kolaborasi LD PBNU dan LTM PBNU Gelar Standardisasi Imam dan Khatib Jumat Angkatan Ke-4
4
Besok Sunnah Puasa Ayyamul Bidh Jumadal Ula 1446 H, Berikut Niat dan Keutamaannya
5
UI Minta Maaf soal Disertasi Bahlil Lahadalia, Kelulusan Ditangguhkan, Moratorium SKSG
6
Sosiolog Sebut Sikap Pamer dan Gaya Hidup Penyebab Maraknya Judi Online
Terkini
Lihat Semua